الأرض بتتكلم عربي
ربما كان إعجاب ؟
او ربما هو إستغراب ؟؟
او أنه ليس سوى إستطراب ؟؟
لا أعرف بالتحديد ..
ذلك الإحساس العجيب
الذي ينتابني
كلما رددت مقولة
الشاعر الشعبي المصري
فؤاد حداد :
الأرض بتتكلم عربي
لطالما رددت هذه العبارة
مذ قرأتها أول مرة
و أزدادت وتيرتها
عندما سمعتها مغناة
فأمتزج لدي عذوبة اللحن
مع وردية العبارة
لذلك تجدني دائما أدندن :
الأرض .. الأرض
الأرض
الأرض بتتكلم عربي
كنت صغيرا ...
و كنت أتسأل متعجبا ..؟!
كيف و من أين
تتكلم الأرض ؟
هل رأها او سمعها
الشاعراو المغني؟؟
تساؤلاتي طبعا
كانت مرفقة
بالدندنة المعتادة :
الأرض .. الأرض
الأرض
الأرض بتتكلم عربي
عندما درست التاريخ ..
و تعرفت على الحضارة العربية
و خصوصا الإسلامية
من زمن الفتوحات الأولى
إلى زمان الوصل بالأندلس
عندها
أمسكت بطرف الخيط
و ظننت أنني بدأت أفهم
بقي سؤال يلح علي
لماذا لم يقل الشاعر أن
الأرض كانت تتكلم عربي؟
رغم ذلك ظلت دندنتي :
الأرض .. الأرض
الأرض
الأرض بتتكلم عربي
في التاريخ الحديث ..
وجدت أن الإستعمار
قد أحتل الأرض العربية
من المحيط إلى الخليج
لعشرات السنين ..
و لم يخرج
حتى قسمها و فتتها
إلى دويلات
منفصلة عن بعضها ..
فوجئت في هذه الحقبة
بشاعر آخر يقول
سعيدا و فخورا :
وطني بيكبر و بيتحرر
فقلت عجبا ..!!
كيف يكبر الوطن إذا تجزأ ؟
ثم عدت إلى صاحبي الأول،،
لماذا لم يقل أن
الأراضي بتتكلم عربي؟؟
لا أخفيكم ،،
أنا لم تعجبني
او بالأحرى لم تقنعني
مقولة
وطني بيكبر و بيتحرر
فألتقمت علكتي القديمة :
الأرض .. الأرض
الأرض
الأرض بتتكلم عربي
جاءت النكبة ،،
ثم النكسة ،،،
و هي أسماء الدلع لبعض هزائمنا..
و أحتلت الأرض مجددا ...
يعني :
وطني بيصغر و بيتبهدل
و من جديد ...
وقفت إحداهن
لتقول بثقة و قوة أن :
الغضب الساطع آت
و أنا كلي إيمان
و بالطبع ..
لم يأتي الغضب
و لم يسطع بعد ...
و أنا بدوري
بت أشك بأن :
الأرض .. الأرض
الأرض
الأرض بتتكلم عربي
عبر شاشة التلفاز ..
و على الهواء مباشرة ...
مقدرتش أغمض عيني،،
تابعت بشغف :
الحرب على العراق
ثم الحرب على لبنان
ثم الحرب على غزة
و قد تخللها
فاصل إعلاني يقول:
ماتت قلوب الناس
ماتت بنا النخوه
صدمت ،،
و شعرت بالحيره
فكان لابد لي أن
أعود إلى صاحبي متسائلا :
لماذا لم يقل :
الأرض بتصرخ عربي
او
الأرض بتتألم عربي
او
الأرض بتبكي عربي
او
الأرض بتضيع عربي
او أي شئ آخر
غير الكلام..!!
؟؟؟؟؟
هنا فقط ،،
أوقفت دندنتي .
و رميت علكتي ،،
و آثرت الصمت ..
و أنا الآن ،،
عاطل عن الدندنة
و العلك ..
حتى إشعار آخر